الأحد، 7 أبريل 2013

أين هذه العزة الآن ؟؟؟


63
قال الحافظ بن كثير في البداية والنهاية مؤرخاً أحداث سنة سبع وثمانين ومئة ، وفيها نقضت الروم الصلح الذي كان بينهم وبين المسلمين ، الذي كان عقده بين هارون الرشيد وبين ملكه الروم الملقبه أغسطه ، وذلك أن الروم عزلوها ، وملكوا عليهم نقفور ،
وكان شجاعاً ، يقال إنه من سلالة آل جفنة ، فكتب نقفور إلى هارون الرشيد :ـ

من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب ، أما بعد : فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ -كبير له وأقامت نفسها مقام البيذق ،

 فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقاً بحمل أمثاله إليها ، وذلك من ضعف النساء وحمقهن ، فإذا قرأت كتابي هذا فارددُ إلي ما حملته إليك من الأموال ، وافتد نفسك به ، وإلا فالسيف بيني وبينك

فلما قرأ هارون الرشيد كتابه أخذه الغضب الشديد ، حتى لم يتمكن أحد أن ينظر إليه ، ولا يستطيع مخاطبته ، وأشفق عليه جلساؤه خوفاً منه ، ثم استدعى بدواة وكتب على ظهر الكتاب :

بسم الله الرحمن الرحيم ، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم ، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة ، والجواب ما تراه دون ما تسمعه ، والسلام

ثم شخص من فوره ، وسار حتى نزل بباب هرقل ففتحها ، واصطفى ابنة ملكها ، وغنم من الأموال شيئا كبيراً ، وخرب وأحرق ، فطلب نقفور منه الموادعه على خراج يؤديه إليه كل سنة ، فأجابه الرشيد إلى ذلك ، فلما رجع من غزوته وصار بالرقة نقض الكافر العهد وخان الميثاق ، وكان البرد قد إشتد جداً ، فلم يقدر أحد أن يجيء فيخبر الرشيد بذلك ، لخوفهم على أنفسهم من البرد حتى يخرج فصل الشتاء
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي