عندما
يغادر المرء أهله وعشيرته وموطنه الذي درج فيه فإنه لا يزال يحنُ إليه ،
ويشتاق إلى والده الذي رباه وأمه التيحنت عليه ، وعشيرته التي عاش في
أكنافها ، وتراب أرضه الذي ترعر فيه
فإذا تيسر له الرجوع إلى ذلك كله فغالب نفسه وتمسك بإرث جديد ، وتمسك بديار غير دياره ، وأهل غير أهله ، فإن في ذلك عجباً
فإذا تيسر له الرجوع إلى ذلك كله فغالب نفسه وتمسك بإرث جديد ، وتمسك بديار غير دياره ، وأهل غير أهله ، فإن في ذلك عجباً
وعرف والده وعمه بمكانه ، فرجا إلى مكة يطلبان فداءة وسألا عن مكان الرسول صلى الله عليه وسلم ، حتى عرفاه ، فجاءه فقالا : يا ابن عبد المطلب ، يا ابن سيد قومه ، أنتم أهل حرم الله ، تفكون العاني ، وتطعمون الأسير ، جئناك في ولدنا عبدك فامنن علينا ، وأحسن فدائه ، فإنا سنرفع لك
قال : وما ذاك ؟
قالو : زيد ابن حارثة
فقال صلى الله عليه وسلم : أو غير ذلك ، أدعوه فخيروه ، فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء ، وإن اختارني ، فو الله ما أنا بالذي على من اختارني فداء
عندها فرح ابى زيد فرحا شديدا بهذا الرد
واستدعى الرسول صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة
فاخبره بما حدث
فقال زيد : نعم هذا أبي وهذا عمي
فقال له صلى الله عليه وسلم : فاختار ما تريد صحبتي أو ذهابك مع ابيك
وبلا تردد ولا أعمال فكر ونظر أجاب : ما أنا بالذي اختار عليك ، أنت الأب وأنت العم
فاستغرب العم والأب من هذا الموقف فقالا : ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية ، وعلى أبيك وأهل بيتك
قال : نعم ، أني قدر رأيت من هذا الرجل شيئاً ما أنا بالذي اختار عليه أحدا
عندها : فاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واخذ زيد وذهب إلى الكعبة
وقال : اشهدوا ان زيداً ابني يرثني وارثه
فلما راى ابوه وعمه ذلك طابت وارتاحت نفسهما وانصرفا
وظل زيد يسمى زيد بن محمد
إلى أن جاء الإسلام وأبطل التبني ، وأصبح زيد يسمى زيد بن حارثة
0 التعليقات :
إرسال تعليق