لم يقطعوا رأسي عقابا، بل قطع في حادث، ولم يكن ذلك مؤلما بقدر ما كان غريبا. فما اعتدت رؤية رأسي يتدحرج أمامي منفصلا عني، بل تعودت عليه دائما في مكانه فوق الكتفين.
لقد صدم شيء حديدي طائش عنقي فقطع الرأس، وعندما أنهى تدحرجه، استقر والعينان متجهتان نحوي.. شعرت أنهما تنظران وكأنهما تسخران مني، والشفتان أكدتا لي ذلك. نعم، الشفتان. قبل أن يقطع رأسي، كنت ابتسم لغيري ابتسامة صادقة، أما بعد القطع، فقد استوطنت الشفتين ابتسامة جانبية ماكرة، وكأنهما كانتا سعيدتين لفقداني رأسي.
الرجل الذي فقد رأسه فحمله و انصرف - قصة وعبرة |
كنت أحدق في الرأس، وللحظة بدى لي أنه كان أكبر مما كنت أتصور. ثم بدى لي أنه أصغر. فأنا لم أكن متأكدا، هو مجرد شعور..
الناس لم يكونوا يبالون بي ولا برأسي المقطوع، كما لم يكن هو يبالي بهم.. حملت الرأس وسرت به، دون أن تتغير حالة الشفتين الماكرتين، أما العينان فقد حافظتا على المعاني نفسها.. قلت في نفسي: ربما لم يتغير فيه شيء لأنه لم يعد حيا بعد أن انفصل عن الجسد. فهمت الآن لماذا يعدم الأفراد بقطع رؤوسهم.
0 التعليقات :
إرسال تعليق