خطب المغيرة بن شعبة و فتى من العرب امرأة ، وكان الفتى جميلا ذا منظر حسن ، فأرسلت إليهما المرأة وقالت :إنكما خطبتماني ولست أجيب أحدا منكما دون أن أراه وأسمع كلامه ، فاحضرا إن شئتما .
فحضر الاثنان وأجلستهما المرأة بحيث تراهما وتسمع كلامهما . … ونظر المغيرة إلى الشاب فرأى شبابا وهيئة وجمالا فأدرك أنه دونه في هذا جميعه ، وأيقن أن المرأة سوف تفضل الشاب عليه إذ ليس من المعقول بعد أن شاهدت ما يتمتع به الشاب أن تفضل المغيرة عليه ، ولكن المغيرة لم ييأس فمعه سلاحه الذي يسعفه في كل المواقف ، إنه سلاح الدهاء ، فنظر إلى الشاب وأقبل عليه وقال له : “لقد أوتيتَ جمالا وحسنا وبيانا ، فهل عندك سوى ذلك ؟”قال : ما يسقط علي منه شئ وإني لأستدرك منه أدق من الخردلة .
فقال المغيرة : ولكني أضع البدرة – صرة ممتلئة بالنقود – في زاوية البيت فينفقها أهلي على ما يريدون ، فما أعلم بنفادها حتى يسألوني غيرها .
فقالت المرأة : والله لهذا الشيخ الذي لا يحاسب أحب إلي من هذا الذي يحصي علي مثل صغير الخردل . وتزوجت المغيرة.
الحكمة : لمن لم يفهم اللغة الصعبة في القصة : المغيرة بن شعبة من دهاة العرب، وعندما شعر بخسارة الفرصة أمام منافسه وهو الذكي الذي يعرف ما تحب المراة قام بالذهاب إلى نقطة قوته وتحدى بها الشاب فكان هو المنتصر لأنه ركز على نقاط قوته لا على نقاط قوة خصمه.
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفروعة
ردحذف